القطبان يعودان مرة أخرى للعب نهائي كأس ملك إسبانيا بعد غياب عقدين ما يضفي إثارة بالغة على الصدام الوشيك.
21 عاما مرت منذ أن التقى ريال مدريد بغريمه الأزلي برشلونة في نهائي كأس ملك إسبانيا قبل أن تشاء الأقدار أن تتجدد المواجهة في 21 نيسان/أبريل المقبل في فالنسيا حيث سيسعى الطرفان للفوز بأول لقب لأي منهما هذا الموسم.
وكانت فالنسيا بالتحديد شاهدة على ذلك النهائي الذي أقيم عام 1990 وحسمه برشلونة لصالحه بهدفين دون رد ليؤكد أفضليته على مستوى كأس الملك وهي البطولة التي يحمل لقبها 25 مرة مقابل 17 لريال مدريد.
ويحمل نهائي العام الحالي نكهة خاصة كونه يأتي في فترة يتولى فيها جوزيه مورينيو تدريب ريال مدريد ليمنحه القدر فرصة جديدة لتحدي أسطورة برشلونة التي اكتسحت فريقه بخماسية دون رد في الدور الأول من الدوري الإسباني هذا الموسم.
ويعول مورينيو على أن فريقه كان صاحب الاختبارات لأكثر صعوبة في الكأس، فهو من أقصى طرفي نهائي العام الماضي إشبيلية وأتلتيكو مدريد، في حين لم يواجه برشلونة خصما قويا باستثناء أثلتيك بلباو الذي يعتبر أحد متخصصي الفوز بالكأس برفعها في 23 مناسبة.
ويملك مورينيو أيضا سجلا حافلا على مستوى الفوز بالكأس في البلدان التي عمل فيها سواء مع بورتو في البرتغال أو تشيلسي في إنكلترا أو إنتر ميلان في إيطاليا، وهو ما يرفع من أسهمه حتى وإن كان خصمه هو بيب غوادريولا الذي قاد برشلونة للقب في 2009 على حساب بلباو.
تعطش مدريدي
وجاء بلوغ ريال مدريد المباراة النهائية بعد غياب طويل عن الأدوار المتقدمة في الكأس، فالفريق لم يفز بالبطولة منذ لقبه الأخير في 1993 وخسر منذ ذلك الحين النهائي مرتين الأولى منهما كانت في 2002 بين أنصاره وعلى يد ديبورتيفو لاكورونيا.
أما المناسبة الأخيرة فكانت في 2004 وخسر في الوقت الإضافي أمام ساراغوسا (3-2) في مباراة كان نجمها الأول ديفيد فيا الذي يقود حاليا هجوم برشلونة ويأمل في تكرار تلاعبه بدفاع ريال مدريد مرة أخرى.
ولا تمثل المباريات النهائية مواعيد سعيدة بالنسبة للريال، فالخسارة كانت ملازمة للنادي الملكي في 19 نهائيًا خاضها من أصل 36 ، في حين خسر برشلونة تسع مرات على مدار 34 مباراة نهائية.
ثقة كتالونية
ليست جماهير برشلونة وحدها هي من تدرك أن فريقها يعتبر صاحب الحظوظ الأوفر في الفوز بالكأس ولكن الأمر ذاته ينطبق على لاعبي ريال مدريد بل وأحدث المنضمين إليهم إيمانويل أديبايور الذي دعا زملاءه إلى الإيمان بإمكانية إسقاط الفريق الكتالوني عكس الترشيحات.
ولعل عجز ريال مدريد في تحقيق انتصار على برشلونة منذ 2008 يمثل حاجزا نفسيا للاعبيه الذين زادت صعوبة مهمتهم في الدوري بعد ابتعاد المارد الكتالوني في الصدارة بفارق سبع نقاط يبدو تقليصها صعبا أمام خصم لا يعرف التعثر.
ولم يعد وجود مورينيو يثير أي قلق في نفوس جماهير برشلونة منذ خماسية كامب نو الشهيرة التي شهدت وقوع المدرب البرتغالي في أخطاء خططية أثرت كثيرا على صورته رغم فوزه في ذات العام بجائزة أفضل مدرب في العالم.
شرعية مورينيو
ويبقى المدرب البرتغالي أكثر المحتاجين إلى الفوز بلقب الكأس كي يؤكد جدارته بتحدي إدارة ريال مدريد أولا ويمنح أسطورة نجاحه فصلا آخر، وإلا فسيسقط في قائمة العاجزين عن كبح جماح برشلونة والتي سبقها إليه سلفه مانويل بيليغريني.
ويمثل الكأس فرصة ذهبية لمورينيو لتأكيده أن إسقاط برشلونة أمر ممكن خاصة وأن الدوري لا يبدو قريبا من من متناول لاعبيه الذين لم يعتادوا لعب كم كبير من المباريات في الأنصاف الثانية من المواسم الأخيرة نظرا للخروج المبكر من الكأس ودوري الأبطال.